Toggle navigation
Authors
Privacy Policy
الناس جميعا لا يعلمون كيف يموتون، ولو جرب الإنسان الموت ما أدركه أو عرفه حق المعرفة، وإن معاينة موت الآخرين لا تعلم الإنسان شيئا عن أسرار الموت.
لا يسع أحدا أن يعد نفسه ميتا، لأن هذه الحالة تستحيل مع الحياة، لأن المرء إن تخيل أو ظن بأنه ميت، كان هذا التخيل أو الظن في حد ذاته دليلا على أنه حي وليس بميت، لأن التفكير والتخيل والظن هي من خصائص الأحياء.
لا يسع الميت أن يتصور نفسه في العالم قبل الموت، ولو مات أبو الحسن ووضع في قبره، لم يتأت لهذه الجثة الهامدة أن تتصور نفسها في عالم ما قبل الموت، أو أن تشعر بأنها أبو الحسن.
إن الإنسان قد يرى نفسه ميتا في الحلم، في حين هو حي، فيزيده ذلك اعتقادا بأن حالة النوم لا تختلف عن الموت في شيء، وبأن الموت شبيه بالنوم الطويل العميق، وبأن الإنسان الراقد في سبات الموت يعرف نفسه ويرى ما حوله ويدرك ما يجول في خاطره.
عن الكاتب
أبو الحسن بن الراوندي
فيلسوف فارسي
Leave a comment
Like us on Facebook
Follow us on Twitter
Follow @dorar_elkalam