Toggle navigation
Authors
Privacy Policy
اعلم أن من عدوكَ من يعملُ في هلاككَ، ومنهم من يعملُ في مصالحتكَ، ومنهم من يعملُ في البعدِ منكَ، فاعرفهم على منازلهم.
إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ الرَوْح في مدافعتها بالروغانِ منها، فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها.
اعلم أن بعضَ العطيةِ لؤمٌ، وبعضَ السلاطةِ غيمٌ، وبعض البيانِ عي، وبعض العلمِ جهلٌ؛ فإن استطعتَ ألا يكون عطاؤك جوراً، ولا بيانُكَ هذراً، ولا علمكَ وبالا، فافعل.
لا تلتمس غلبةَ صاحبكَ والظفر عليه عند كل كلمةٍ ورأي، ولا تجترئن على تقريعهِ بظْفِرِكَ إذا استبانَ، وحُجتكَ عليه إذا وضحت.
لا تُجالسِ امرأ بغيرِ طريقتهِ، فإنكَ إن أردتَ لقاءَ الجاهلِ بالعلمِ، والجافي بالفقهِ، والعيي بالبيانِ، لم تزد على أن تضيعَ علمكَ وتؤذي جليسكَ بحملكَ عليهِ ثقل مالا يعرفُ وغمكَ إياهُ بمثلِ ما يغتم بهِ الرجلُ الفصيحُ من مخاطبةِ الأعجمي الذي لا يفقهُ عنهُ.
تعلم حسنَ الاستماعِ كما تتعلمُ حسنَ الكلامِ، ومن حسنِ الاستماع إمهالُ المتكلمِ حتى ينقضي حديثهُ، وقلة التلفت إلى الجوابِ، والإقبالُ بالوجهِ والنظر إلى المتكلمِ، والوعي لما يقولُ.
اعلم أن مالكَ لا يغني الناسَ كلهم فاخصص به أهل الحق، وأن كرامتك لا تطيقُ العامة كلها فتوَخَّ بها أهل الفضلِ، وأن قلبكَ لا يتسعُ لكل شيء ففرغه للمُهِمّ.
طالب الدنيا كشارب ماء البحر، كلما زاد شرباً ازداد عطشاً.
حياةُ الشيطان تركُ العلمِ، وروحهُ وجسدهُ الجهل.
فصلُ ما بين الدينِ والرأي، أن الدين يسلم بالإيمان، وأن الرأي يثبتُ بالخصومةِ، فمن جعل الدين خصومةً، فقد جعل الدين رأياً، ومن جعل الرأي ديناً فقد صار شارعاً، ومن كان هو يشرعُ لنفسهِ الدينَ فلا دين له.
«
1
2
3
»
عن الكاتب
ابن المقفع
مؤلف وكاتب من البصرة
Leave a comment
Like us on Facebook
Follow us on Twitter
Follow @dorar_elkalam